إذا كان عالم الطبيعة في شك من نتائج إحدى التجارب فإنه يستطيع أن يعيدها و يصححها ، إذ يجد مواده جاهزة لديه في كل حين، مستعدة لكي تجيب عن أسئلته. إلا أن حال المؤرخ مختلفة عن ذلك، لأن حقائقه تنتمي إلى الماضي، ونحن لا نستطيع أن نعيد بناء ذلك الماضي و لا أن نوقظ فيه حياة جديدة بمعنى مادي وموضوعي، وكل ما نستطيعه هو أن نتذكره أي أن نمنحه وجودا ذهنيا جديدا، فالبناء الذهني، لا المشاهدة التجريبية، هو الخطوة الأولى في معرفتنا التاريخية.
إن المواد الأولى المباشرة في المعرفة التاريخية هي عبارة عن وثائق وآثار، ولا نستطيع الحصول على المعطيات التاريخية الحقة، أي على أحداث الماضي و أناسه إلا بواسطة العلامات والرموز.... و يراعي المؤرخ، أيضا، القواعد الصورية نفسها التي يراعيها العالم ، ويخضع لقوانين الفكر العامة ذاتها مثل الفيزيائي والبيولوجي
ليس مهما أن تكون موضوعات المعرفة الإنسانية غير متجانسة، أما صور المعرفة نفسها فإن فيها دائما وحدة داخلية وتجانسا منطقيا. ولا تختلف المعرفة التاريخية عن المعرفة العلمية بصورتها المنطقية وإنما بمادتها وموضوعها. إن المؤرخ في دراسته للماضي، قد يستغل المناهج العلمية ولكنه لا يقيد نفسه بها.
حلل (ي) النص وناقشه (يه).
الإجابة:
الموضوع الثالث: تحليل ومناقشة نص حول مقارنة المعرفة العلمية والمعرفة التاريخية
المقدمة:
التعريف بالمجزوءة: تتعلق مجزوءة المعرفة بدراسة أنواع المعرفة وطرق الحصول عليها.
التعريف بالمفهوم: المعرفة التاريخية هي الدراسة المنهجية للماضي من خلال تحليل الوثائق والآثار، في حين أن المعرفة العلمية تعتمد على التجريب والملاحظة.
تحديد المفارقة أو التقابلات: هناك تقابل بين الطبيعة التجريبية للمعرفة العلمية والبناء الذهني للمعرفة التاريخية.
طرح الإشكال: كيف يمكن مقارنة المعرفة التاريخية بالمعرفة العلمية في ضوء اختلاف مناهجهما وموضوعاتهما؟
العرض:
تحديد الأطروحة: الأطروحة الأساسية للنص هي أن المعرفة التاريخية تختلف عن المعرفة العلمية في موضوعها لكنها تشترك معها في الأسس المنطقية والصورية.
شرح البنية المفاهيمية: المفاهيم الأساسية تشمل المعرفة التاريخية، المعرفة العلمية، الموضوعات، المناهج، الأسس المنطقية. المعرفة التاريخية تعتمد على الوثائق والآثار، بينما المعرفة العلمية تعتمد على التجريب والملاحظة.
تحديد البنية الحجاجية: النص يعتمد على حجة أن كلا النوعين من المعرفة يستخدمان نفس القواعد الصورية والمنطقية، رغم اختلاف موضوعاتهما. مثال من الواقع هو كيفية استخدام المؤرخين لنفس قواعد التحليل المنطقي التي يستخدمها العلماء.
المناقشة الداخلية: من نقاط القوة أن النص يعترف بأهمية القواعد المنطقية المشتركة، بينما من نقاط الضعف هو التعميم حول تساوي المنهجية بين الحقول العلمية والتاريخية.
المناقشة الخارجية: يرى كارل بوبر أن المعرفة العلمية تتسم بالتجريبية وقابلية الدحض، بينما يعتبر هايدن وايت أن المعرفة التاريخية تعتمد على التأويل وإعادة بناء الماضي.
الخاتمة:
خلاصة التحليل والمناقشة: التحليل يظهر أن المعرفة التاريخية والعلمية تتشابهان في الأسس المنطقية، لكن تختلفان في المناهج والموضوعات.
الرأي الشخصي: أعتقد أن كلا النوعين من المعرفة يكملان بعضهما البعض في تقديم فهم شامل للواقع، حيث تساهم المعرفة التاريخية في فهم السياق الإنساني، بينما تقدم المعرفة العلمية فهمًا للقوانين الطبيعية.
