ماذا يسمى عيد الغدير عند اهل السماء واهل الارض؟
ما هو عيد الغدير ؟
ليش كل هالمبالغة بعيد الغدير ؟
محتفل فيه وعم تنزل اكتر ما بتنشر بعيد الفطر والأضحى وشهر رمضان ؟!
أوّلًا رح عرّف بيوم الغدير بعدين رح جاوب ع هي الأسئلة.
حجة الوداع :
أجمع المؤرخون وكتاب السير أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في السنة العاشرة للهجرة إلى حج بيت الله الحرام ودعا المسلمين للإلتحاق به، وقد قيل أن عددهم كان يتراوح بين (٩٠) إلى (١٢٤) ألفًا من نساء النبي وأهل بيته عليهم السلام ومن المهاجرين والأنصار إضافة للذين جاؤوا مع الإمام أمير المؤمنين (ع) من اليمن وغيرهم .... أنهى الرسول مناسك الحج وانتهت أيام التشريق فخرج من مكة راجعًا صلى الله عليه وآله إلى المدينة ومعه الحجيج.
يوم الغدير :
وصل النبي صلى الله عليه وآله في يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة إلى أرض غدير خم بالجحفة (وهي مفترق الطرق الذي يتفرق منه الحجيج "المدنيين والمصريين والعراقيين والشاميين" كُلٌّ إلى بلاده).
حادثة الغدير :
وفي حر الظهيرة القائظ نـزل الـروح الأمين جبريـل عـلـى سـيدنا محمد صلى الله عليه وآله ليبلغه هذه الآية المباركة: « يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ».
ماذا يبلغ النبي ﷺ لهؤلاء الحجاج الذين يبلغ عددهم مائـة ألـف أو يزيدون في هـذا الـوقـت مـن الهـاجرة، ثلاثة وعشرون عامـاً مـن الـدعوة إلى الله وتبليغ النـاس وتعريفهم بشريعة الإسلام، فالصلاة كانت قائمـة والزكـاة مفروضة والصوم كذلك والكعبة وقد حجوا إليها، وأصبح الحلال بيناً والحرام بيناً والأحكام كلها معروفة، فأي شيء يستوجب هـذا التوقف في هذه الهاجرة، ويخشى النبي ﷺ تبليغه فيحتاج إلى العصمة من الناس والحماية ممن لا يعجبهـم هـذا الأمر، ثم إن هذا التهديد والوعيد من الله عز وجل: «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» إن لم يفعـل هـذا الأمر ويبلغه الآن على رؤوس الأشهاد ليعلم به كل المسلمين فإن الرسالة كأنها لم تبلغ وستموت بموت النبي...
عند ذلك توقف النبي ﷺ وأمر المتقدمين من الحجيج بالتراجع والمتأخرين بالتقـدم حتى يجتمعـوا حوله، ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثـم بـعـث إلـيـهـن فقـم مـا تـحـتهـن مـن الـشوك، وظلـل لرسول اللہ ﷺ بثوب على شجرة سمرة مـن الـشمس"، ثـم صلى الظهـر بهجير، ثـم نـصـبـوا لـه منـبـراً مـن أقـتـاب الـجـمال فصعد عليه مبلغاً محتوى هذه الآية المباركة وما يريده الله عـز وجل فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
ألا أيها الناس: إنما أنا بشر يوشك أن أدعى وأجيـب نـداء ربي وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك بلغت ونصحت فجزاك الله خيراً.
قال: ألـيـس تـشهدون أن لا إلـه إلا الله وأن محمداً عبـده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق؟
قالوا: بلى نشهد على ذلك، قال: اللهم فاشهد.
قال: أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قـدحـان مـن فضة، وإني سـائـلكـم عـن الثقلين، فانظروا كيـف تخلفـوني فيهما.
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: كتاب الله طرف بيد الله وطـرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، وقد نبـأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عـلي الحوض، سألت ذلك لـهـمـا ربي، فـلا تـقـدموهما فتهلكـوا، ولا تقصروا عـنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم".
ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلی یا رسول الله.
قال: ألستم تعلمون أو تشهدون أني أولى بكـل مـؤمـن مـن نفسه؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالـب بـضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ثم قال: الله مولاي، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانـصـر مـن نـصره، واخـذل من خذله، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأدر الـحـق مـعـه حيثما دار".
ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
فاعلموا معاشر الناس ذلك فيه وافهموه ، واعلموا أن الله قد نصبه لكم ولياً و إماماً فرض طاعته على المهاجرين والأنصار و على التابعين لهم بإحسان ، و على البادي و الحاضر ، و على العجمي و العربي ، و الحر والمملوك و الصغير و الكبير ، و على الأبيض والأسود، وعلى كل موحد ماض حكمه ، جاز قوله ، نافذ أمره ، ملعون من خالفه ، مرحوم من تبعه وصدقه ، فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له .
معاشر الناس ، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد ، فاسمعوا و أطيعوا إلى آخر الخطبة الشريفة....
إكمال الدين :
وبعد أن تم تنفيذ هذه المهمة وتبليغ الأمر الإلهي، جاءت البشارة بإكتمال الديـن وإتمام النعمة و الرضا بالإسلام بعد التصديق بهذه الأمر من قبل الله تعالى المتمثل بقوله: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً».
مبايعة الإمام :
وبعد تلك الخطبة وذلك الإيضاح من رسول اللہ ﷺ نزل والإمام علي الام عن المنبر ونصبت لهما خيمة أخذ الصحابة يمرون عليهـا واحـداً واحـداً وهـم يـسلمون عـلى عـلـي بـإمرة المؤمنين حتى جاء دور أبي بكر وعمر بن الخطاب فقالا له:
أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة".
وفي لفظ آخـر: بـخ بـخ لـك يـا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
فضل يوم الغدير :
روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قال :(( يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي))
يروى عن حسن بن راشد أنه سأل الإمام الصادق ع ((للمسلمين عيد غير العيدين؟))، قال ع:((نعم يا حسن، أعظمها وأشرفها وهو يوم الغدير))
و في رواية أخرى قال الإمام الصادق ( عليه السلام) : «... وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله عزوجل نبياً إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته، واسمه في السماء: يـوم العهد المعهود، وفي الأرض: يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود».
يوم الغدير يوم مبارك جداً، فهو يوم نزول البركة والنعمة الإلهية، يـوم قـال عـنه الصادق ( عليه السلام) : «إنّه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم (عليه السلام) ...، وإنه اليوم الذي نجى الله تعالى فيه إبراهيم (عليه السلام) من النار...، وإنه اليوم الذي صار فيه هارون وصياً لموسى كليم الله (عليه السلام) ، وإنه اليوم الذي أظهر عيسى (عليهالسلام) وصيه شمعون، وهو اليوم الذي استقرت فيه سفينة نوح على الجودي، والأهم من ذلك كله: أنه اليوم الذي أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا للناس علمًا وأبان فيه فضله».
فالجدير بملة الإيمان إحياء هذا اليوم وإعظامه، وإقامة مجالس الفرح والسرور فيه، فيفرحوا فيه ويدخلوا البهجة والسرور على الناس.
مصادر الواقعة:
1, القرآن الكريم، سورة المائدة (٣) و (٦٧).
2, بحار الأنوار وفيه الخطبة كاملة وأحاديث فضل هذا اليوم.
3, كتاب عوالم الغدير.
4, السيرة الحلبية ج٣.
5, الطبقات الكبرى لابن سعد ج٣.
6, البداية والنهاية.
7, مسند أحمد بن حنبل ج١ ج٤ ج٦.
8, عيد الغدير بين الواقعة التاريخية والحقيقة الشرعية.
وهنالك أكثر من ٨٠ مصدر عند العامة لست في صدد ذكرهم الآن.
انا مو شايف حالي مبالغ أبدًا... أنا مقصر كتير بحق هذا اليوم المبارك العظيم.
